السبت، 9 يناير 2016

عش للهِبات !



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

عمتم مساءً يا أحبة :)


تدوينتنا تتكلم عن موقفٍ صغير حدث ولي فيه كم نقطة بأذكرها تبعًا له، ولا أستغرب إن حدث هذا الموقف أيضًا للقارئ الكريم ()




:: 




أول يوم بالإجازة، والحماسة بيميني والخطط بيساري!
أفكاري الكبرى تتمحور حول أعمال منعي من إنجازها ضيق الوقت، وأمنيتي العُظمى ألا تنصرم إجازتي إلا وقد أنجزت (س) من الإنجازات !

....



أول يوم من بدء الدوام،
وإنجازات الإجازة تساوي الصفر في معادلتي :)
وهبةٌ ضيعتها !
وفراغٌ كان ملء يومي ما استثمرته !
ونعمة مضت ما عشتها -كما ينبغي- !

شعور مُوجع لما أذكر أني كنت مُحاطة بنعم ما استثمرتها كما يجب، وقت + موارد..والإنجاز لا شيء !

::

عارفة أن كثير منّا يحس بهذا الشعور!
وهذا الشعور ما يقتصر على إنجازات الإجازة بس، واستشعار النعمة ما يُحدّ بوقت وولّى!

الموضوع أوسع وأعمق..

النعم حولنا كثيرة والربّ جواد يمتن علينا كل يوم بنعم لا تعد، وواجبنا نستغلها بطريقة مُثلى ونؤدي حقها بالشكر !
ويا كثر النعم اللي ما ندركها إلا بعد ما نفقدها !
أهلك / أحبابك / عمرك / صحتك / يومك / علمك / وقتك / إجازتك ... نِعم! والنِّعم لا تُحصى !






تعالوا معي نستذكر كم نقطة في مدى النعم الرحب -والتذكرة لي مقدمًا-:

أهم نقطة: كوني مسلمٌ موحد..فأنا بنعمة النعم!
( وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي )
إسلامنا نعمة!
ولدنا مسلمين، حولنا أهل مُسلمين، ومجتمع مسلم برحمة الله وفضله!
نعمة يشوفها الكثير " أمنية "!
فكيف نحسها؟
لما نقرأ ونشوف ونسمع أخبار مسلمين يخفون إسلامهم خوفًا من أهل / مجتمع لا يرحم!
يعذبون ويُنفون ويُهانون لأنهم مسلمين!
بلاد أهلها غارقين بالجهل والضلال!

يا كمية النعمة الممتن بها رب العباد علينا !



استثمر النعم كما يجب،
وخير ما تُستثمر به طاعة الله، وقتك وصحتك ونومك وعلمك وأعمالك صغيرةً أو كبيرة تقدر تستعين بها على الخير !
وكل شيء تستطيع بنيتك الذكية أنك تستثمره !
( موضوع النية الذكية تكلمت فيه صديقة الصباح عبير بالتفصيل هُنا )
أحتسب طلبك للعلم وقوّم نيتك فيه / صحتك تقوّى بها على الطاعة / إجازتك استغلها بالخير / وقتك املأه بالحسنات، والحسنات بابها واسع..


ارع النّعم،
نضم علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أبياتًا قال فيها:
إذا كُنت في نعمةٍ فارعها
فإن المعاصي تُزيل النعم
فإن تُعطّ نفسك آمالها
فعند مُناها يحل الندم



في زحمة النعم..لا مكان للمقارنة السلبية،
أنت في النعم تفوق البعض،
ودائمًا تذكر "أنت أفضل حالاً من الكثير"!
وتفكّر بما معك، وتفكّر أن البعض ما يملكون قدر أنملة منه !
ذُكر حديث رواه أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من فوقكم فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم )رواه البخاري ومسلم 

قال ابن جرير وغيره : " هذا حديث جامع لأنواع من الخير؛ لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه مثل ذلك، واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى، وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه. هذا هو الموجود في غالب الناس. وأما إذا نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها ظهرت له نعمة الله تعالى عليه، فشكرها، وتواضع، وفعل فيه الخير. "



أدِّ شُكر يومك،
لا تشغلك النعم عن شكر المنعم، والحمدلله الذي يسر لنا هذا السبيل !
بدعاء واحد نقوله صباحًا ومساءً نكون أدينا شكر اليوم ! بدعاء واحد ! والموفق من وُفق له :"
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى شكر يومه، ومن قال ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته ).


وأخيرًا، عِش للهبات،
استمتع بالنعمة، تلذذ بها..واستشعر أنها هبة من رب العالمين ()






وأيامكم يا صحبي ملؤها جزيلُ النعم، وإجازتكم مترعةٌ بالبركات والهبات والإنجازات ()